أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي الكناني هو من أشهر سادات التابعين وفقهائهُم وشعرائهم، والذي اشتهر بأنّه واضع علم النحو في اللغة العربية، كما أنّه أول من شكّل أحرف المصحف الكريم من خلال وضعه للنقاط على الأحرف العربية، وقد ولد قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وآمن بالدين الإسلامي إلا أنّ الفرصة لم تسنح له لمقابلة النبي الكريم، لذلك صنّف على أنّه من طبقات التابعين، وقد صَحِب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي عينه أميراً على ولاية البصرة، وقد شارك معه في العديد من الوقائع التاريخية لعل أهمها وقعة صفين، والجمل، وكذلك محاربة الخوارج.
نشأة أبي الأسود الدؤليلم يذكر التاريخ حتى الوقت الحالي العام الذي ولد فيه أبو الأسود، إلا أنّ الباحثين في هذا المجال يعتقدون أنّه ولد في الجاهلية تحديداً في اليمن، وتم الاتفاق بأنّ عمره عند وفاته قد بلغ حوالي 85، لذلك ظهر الاعتقاد بالترجيح على أنّ ولادته كانت في الجاهلية وتحديداً قبل الهجرة بحوالي ست عشرة سنة، ولهذا فهو يعتبر أحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية وكذلك الإسلام.
إسلام أبي الأسود الدؤليأسلم أبو الأسود الدؤلي في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد كان قومه بنو الدئل بن بكر من حلفاء قريش الذين دخلوا في عقد صلح الحديبية، كما أنّهم القوم الذين عدوا على خزاعة مما أدى إلى فتح مكة من قبل النبي الكريم محمد والمسلمين، ويشار إلى أنّ أبا الأسود كان يعيش مع قومه بني الدئل إلى الجنوب مكة المكرمة، وبالتالي فهو لم يدخل المدينة إلا بعد وفاة النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم، إلا أنّه حرص على التعلّم من العلوم الشرعية وحفظ الأحاديث من خلال تتلمذه على يد مجموعة من الصحابة الكرام ولعلّ أبرزهم الخليفة عمر بن الخطاب.
وضع أبي الأسود الدؤلي لعلم النحواشتهر أبو الأسود بالفصاحة حتى أنّه قال عن نفسه: (إني لأجد للحن غمزاً كغمز اللحم)، وهو ما دفعه لوضع علم النحو كما أجمع العلماء، وقد لُقب بملك النحو نظراً لضبطه قواعد النحو، كما أنّه وضع باب الفاعل، والمفعول به، والمضاف، وحروف النصب، والرفع، والجر، وكذلك الجزم، وتجدر الإشارة إلى تعليمه للعديد من العلماء هذا العلم وبالتالي فإنّ أشهر تلامذته هم نصر بن عاصم الليثي الكناني، ورامي الأسدي، ويحيى بن يعمر العدواني.
المقالات المتعلقة بأبو الأسود الدؤلي